کد مطلب:248610 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:246

و أثمرت الشجرة
استقدم المأمون الامام الجواد علیه السلام الی بغداد و زوجه ابنته، الا ان الامام (علیه السلام) لم یبق فی بغداد بل عاد مع زوجته الی المدینة.

و عند العودة شیع جماعة من الناس الامام الی خارج بغداد للوداع و التجلیل، فوصلوا الی مسجد قدیم عند حلول وقت صلاة المغرب فدخل الامام الی ذلك المسجد لیقیم صلاة المغرب، و كانت فی ساحة المسجد سدرة یابسة لیس علیها ورق، فدعا الامام بماء و تهیأ تحت السدرة فعاشت السدرة و أورقت و حملت من عامها [1] .

و نقل عن المرحوم الشیخ المفید انه بعد سنین عدیدة شاهد بنفسه هذه الشجرة و أكل من ثمرها.

6- الاخبار باستشهاد الامام الرضا (علیه السلام): عن امیة بن علی قال: كنت بالمدینة و كنت اختلف الی الامام الجواد علیه



[ صفحه 17]



السلام، و الامام الرضا بخراسان، و كان اهل بیته و عمومة من ابیه یأتونه و یسلمون علیه، فدعا یوما الجاریة فقال: قولی لهم یتهیؤون للمأتم، فلما تفرقوا قالوا: ألا سألناه مأتم من؟ فلما كان من الغد فعل مثل ذلك، قالوا: مأتم من؟ قال: مأتم خیر من علی ظهرها، فأتانا خبر الامام الرضا (علیه السلام) بعد ذلك بأیام فاذا هو قدمات فی ذلك الیوم [2] .

7- عن محمد بن أبی العلاء قال: سمعت یحیی بن اكثم - قاضی سامراء - (و هو من اعداء اهل بیت النبوة و الامامة) بعد ماجهدت به و ناظرته و حاورته و واصلته و سألته عن علوم آل محمد فقال: بینا أنا ذات یوم دخلت اطوف بقبر رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فرایت محمد بن علی الرضا علیهماالسلام یطوف به، فناظرته فی مسائل عندی فأخرجها الی، فقلت له: و الله انی ارید ان اسألك مسألة و انی والله لأستحیی من ذلك، فقال لی: أنا اخبرك قبل ان تسألنی، تسألنی عن الامام، فقلت: هو والله هذا، فقال: انا هو، فقلت: علامة؟ فكان فی یده عصا فنطقت و قالت: ان مولای امام هذا الزمان و هو الحجة [3] .

8- انقاذ الجار: روی عن علی بن جریر انه قال: كنت عند الامام الجواد علیه السلام جالسا و قد ذهبت شاة لمولاة له فأخذوا



[ صفحه 18]



بعض الجیران یجرونهم الیه و یقولون: انتم سرقتم الشاة، فقال الامام (علیه السلام): ویلكم خلوا عن جیراننا فلم یسرقوا شاتكم، الشاة فی دار فلان فاذهبوا فأخرجوها من داره، فخرجوا فوجدوها فی داره، و أخذوا الرجل و ضربوه و خرقوا ثیابه، و هو یحلف انه لم یسرق هذه الشاة، الی ان صاروا الی الامام الجواد (علیه السلام) فقال: ویحكم ظلمتم الرجل فان الشاة دخلت داره و هو لا یعلم بها، فدعاه فوهب له شیئا بدل ما خرق من ثیابه و ضربه [4] .

9- اطلاق سراح السجین: عن علی ابن خالد قال: كنت بالعسكر (سامراء) فبلغنی ان هناك رجلا محبوسا أتی به من ناحیة الشام مكبولا و قالوا: انه تنبأ، قال: فأتیت الباب و داریت البوابین حتی وصلت الیه فاذا رجل له فهم و عقل فقلت له: ما قصتك؟ فقال: انی كنت بالشام اعبدالله فی الموضع الذین یقال انه نصب فیه رأس الحسین (علیه السلام) فبینا انا ذات لیلة فی موضعی مقبل علی المحراب اذكر الله تعالی اذ رأیت شخصا بین یدی فنظرت الیه فقال: قم، فقمت فمشی بی قلیلا فاذا أنا فی مسجد الكوفة، فقال لی: أتعرف هذا المقام؟ قلت: نعم هذا مسجد الكوفة، قال فصلی وصلیت معه، ثم انصرف فانصرفت فمشی بی قلیلا فاذا نحن فی مسجد الرسول صلی الله علیه و آله و سلم فسلم علی الرسول و صلی و صلیت معه، ثم خرج و خرجت معه فمشی قلیلا فاذا أنا بمكة



[ صفحه 19]



فطاف بالبیت وطفت معه، ثم خرج و مشیت معه قلیلا فاذا أنا بموضعی الذی كنت اعبدالله بالشام و غاب الشخص عن عینی، فبقیت معجبا حولا مما رأیت.

فلما كان فی العام المقبل رأیت ذلك الشخص فاستبشرت به و دعانی فأجبته ففعل كما فعل فی العام الماضی، فلما اراد مفارقتی بالشام قلت له: سألتك بحق الذی اقدرك علی ما رأیت منك الا أخبرتنی من انت؟ قال: انا محمد بن علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن ابی طالب علیهم السلام، فحدثت من كان یصیر الی بخبره، فتراقی ذلك الی محمد بن عبدالملك الزیات فبعث الی من أخذنی و كبلنی فی الحدید و حملنی الی العراق و حبست كما تری وادعی علی المحال، فقلت له: ارفع عنك القصة الی محمد بن عبدالملك؟ قال افعل فكتبت عنه قصة شرحت فیها حاله فرفعتها الی محمد بن عبدالملك، فوقع فی ظهرها: قل له: الذی أخرجك من الشام فی لیلة الی الكوفة و من الكوفة الی المدینة و من المدینة الی مكة و ردك من مكة الی الشام ان یخرجك من حبسك هذا.

قال علی بن خالد: فغمنی ذلك من امره، فانصرفت محزونا علیه، فلما كان من الغد باكرت الی الحبس لأعلمه الحال و آمره بالصبر و العزاء فوجدت الجند و أصحاب الحرس و خلقا عظیما یهرعون، فسألت عن حالهم فقیل لی: المتنبی ء المحمول من الشام افتقد البارحة من الحبس، فلا یدری أخسفت به الأرض أو اختطفه الطیر،



[ صفحه 20]



و كان علی بن خالد هذا زیدیا فقال بالامامة لما رأی ذلك و حسن اعتقاده [5] .

10- یقول ابوالصلت الهروی: و هو من اقرب اصحاب الامام الرضا علیه السلام الیه و قد اودع السجن بأمر من المأمون بعد استشهاد الامام الرضا (علیه السلام):

فحبست سنة فضاق علی الحبس، و سهرت اللیلة و دعوت الله تعالی بدعاء ذكرت فیه محمدا و آله صلوات الله علیهم و سألت الله تعالی بحقهم ان یفرج عنی.

فلم استتم الدعاء حتی دخل علی الامام محمد الجواد علیه السلام فقال: یا اباالصلت ضاق صدرك؟ فقلت: ای والله، قال قم فأخرجنی یا اباالصلت ضاق صدرك؟ فقلت: ای و الله، قال فأخرجنی ثم ضرب یده الی القیود التی كانت ففكها و أخذ بیدی و أخرجنی من الدار و الحراسة والغلمة یروننی، فلم یستطیعوا ان یكلمونی و خرجت من باب الدار ثم قال لی: امض فی ودائع الله فانك لن تصل الیه و لا یصل الیك ابدا، فقال ابوالصلت: فلم التق مع المأمون الی هذا الوقت [6] .

11- فی مجلس المعتصم العباسی: یقول زرقان، و كان صدیقا حمیما لابن ابی داود: رجع ابن ابی داود (و هو من قضاة بغداد فی



[ صفحه 21]



عهد المأمون و المعتصم و الواثق و المتوكل) ذات یوم من عند المعتصم و هو مغتم فقلت له فی ذلك، فقال و ددت الیوم انی قدمت منذ عشرین سنة، قال قلت له:

و لم ذاك؟ قال: لما كان من هذا الأسود ابی جعفر محمد بن علی بن موسی الیوم بین یدی امیرالمؤمنین، قال: قلت له: و كیف كان ذلك؟ قال: ان سارقا اقر علی نفسه بالسرقة، و سأل الخلیفة تطهیره باقامة الحد علیه، فجمع لذلك الفقهاء فی مجلسه و قد أحضر محمد بن علی، فسألنا عن القطع فی ای موضع یجب ان یقطع؟ قال: قلت: من الكرسوع (ای طرف الزند الذین یلی الخنصر الناتی ء عند الرسغ).

قال: و ما الحجة فی ذلك؟ قال: قلت لان الید هی الاصابع و الكف الی الكرسوع، لقول الله فی التیمم:

«فامسحوا بوجوهكم و ایدیكم» [7] .

واتفق معی فی ذلك قوم.

و قال آخرون: بل یجب القطع من المرفق. قال: و ما الدلیل علی ذلك؟ قالوا: لان الله لما قال:

«فاغسلوا وجوهكم و ایدیكم الی المرافق» [8] .

فی الوضوء دل ذلك علی ان حد الید هو المرفق.



[ صفحه 22]



قال: فالتفت الی محمد بن علی (علیه السلام) فقال: ماتقول فی هذا یا اباجعفر؟ فقال: قد تكلم القوم فیه یا أمیرالمؤمنین. قال: دعنی مما تكلموا به! أی شی ء عندك؟ قال اعفنی عن هذا یا أمیرالمؤمنین، قال: أقسمت علیك بالله لما اخبرت بما عندك فیه.

فقال: أما اذا أقسمت علی بالله انی اقول انهم اخطأوا فیه السنة، فان القطع یجب ان یكون من مفصل اصول الأصباع فیترك الكف (و المقصود هو قطع الأصباع الأربعة دون الابهام). قال: و ما الحجة فی ذلك؟ قال: قول رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): السجود علی سبعة أعضاء: الوجه و الیدین و الركبتین و الرجلین، فاذا قطعت یده من الكرسوع أو المرفق لم یبق له ید یسجد علیها و قال الله تبارك و تعالی:

«و ان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا» [9] .

یعنی به هذه الأعضاء السبعة التی یسجد علیها، و ما كان لله لم یقطع [10] .



[ صفحه 23]



قال: فأعجب المعتصم ذلك و أمر بقطع ید السارق من مفصل الاصابع دون الكف.

قال ابن ابی داود: قامت قیامتی و تمنیت انی لم أك حیا [11] .


[1] ليرجع من احب التفصيل الي نور الابصار للشبلنجي ص 179، واحقال الحق - ج 12 ص 424، والكافي - ج 1 ص 497، وارشاد المفيد ص 304، و المناقب - ج 4 ص 390.

[2] اعلام الوري ص 350.

[3] الكافي - ج 1 ص 353، البحار ج 50 ص 68.

[4] البحار - ج 50 ص 47، نقلا عن خرائج الراوندي.

[5] ارشاد المفيد ص 304، اعلام الوري ص 347، احقاق الحق - ج 12 ص 427، الفصول المهمة ص 289.

[6] منتهي الآمال، قسم حياة الامام الرضا (عليه السلام) ص 67، عيون اخبار الرضا - ج 2 ص 247، البحار - ج 49 ص 303.

[7] سورة المائدة - الآية 5.

[8] سورة المائدة - الآية 5.

[9] سورة الجن - الآية 18.

[10] المسجد (بكسر الجيم أو بفتحها، و جمعه مساجد) بمعني محل السجدة، و كما ان بيوت الله و الأمكنة التي توضع عليها الجبهة هي محال للسجود فكذا نفس الجبهة و الأعضاء الستة الأخري التي نسجد بها فهي تعتبر محال للسجود أيضا، و من هنا فقد فسرت «المساجد» في هذه الرواية بمعني الأعضاء السبعة التي نسجد بها. و في رواية اخري عن الامام الصادق (عليه السلام) واردة في كتاب الكافي و رواية في تفسير علي بن ابراهيم القمي فسرت «المساجد» فيهما بالأعضاء السبعة أيضا. و قد فسر الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه «المساجد» بأعضاء السجود السبعة أيضا. و قد نقل هذا المعني عن «سعيد بن جبير» و «و الزجاج» و «الفقراء» كذلك.

و لا بد من الالتفات الي ان تفسير «المساجد» بالأعضاء السبعة لو لم يكن صحيحا لاعترض الفقهاء الذين كانوا حاضرين في مجلس المعتصم علي كلام الامام. و لما كان المعتصم نفسه عربيا و يفهم معني «المساجد»، فلو كان في المعني الذي ذكره الامام لها اشكال لاعترض عليه المعتصم. لكنه لما لم يكن اعتراض لا من جانب الفقهاء الحاضرين في المجلس و لا من جانب المعتصم ايضا علي تفسير الامام، وقد اذعن له المعتصم و علم بمضمونه فانه يعرف ان المساجد كانت تعني عندهم اعضاء السجود السبعة او علي اقل تقدير يعتبر هذا احد معانيها.

(ليرجع من شاء التفصيل الي تفسير الصافي - ج 2 ص 752، و تفسير نورالثقلين - ج 5 ص 440، و تفسير مجمع البيان - ج 10 ص 372).

[11] تفسير العياشي - ج 1 ص 319، ج 50 ص 5.